أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل واضح التزام بلديهما بالشراكة عبر الأطلسي، وذلك خلال لقائهما الخميس، فيما يرجح أن تكون آخر زيارة رسمية لميركل إلى واشنطن.
وتعتبر ميركل أول رئيس حكومة في أوروبا يستقبلها بايدن بالبيت الأبيض منذ توليه منصبه. وتمثل الزيارة محاولة لبداية جديدة في العلاقات الألمانية الأمريكية التي تدهورت خلال فترة ولاية سلفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وقالت ميركل بعد محادثات مكثفة مع بايدن: “لسنا حلفاء وشركاء فقط، لكننا أيضًا دول صديقة”.
وشكر بايدن ميركل على قيادتها لألمانيا في الوقت الذي تستعد فيه لإنهاء 16 عامًا قضتها في المنصب، وقال إن الشراكة بين واشنطن وبرلين ستزداد قوة على الأساس الذي ساعدت ميركل في بنائه.
وأكد الجانبان مجددا على التزامهما بـ “التعاون الثنائي الوثيق فيما يتعلق بدعم السلام والأمن والازدهار في جميع أنحاء العالم”.
كما أنهما أوضحا استمرار الخلاف فيما بينهما فيما يتعلق بخط أنابيب الغاز المثير للجدل نورد ستريم 2، والذي اكتمل تقريبًا وسيزود أوروبا بالغاز الطبيعي عبر ألمانيا.
وقال بايدن إنه يمكن حتى لأقرب الأصدقاء أن يختلفوا في الرأي، مضيفًا أنه أعرب مجددا لميركل عن مخاوفه.
وأضاف إن الولايات المتحدة وألمانيا اتفقتا على دعم أوكرانيا في جهود الإصلاح وفيما يتعلق بسيادتها ووحدة اراضيها.
وسينقل نورد ستريم الغاز الطبيعي من روسيا مباشرة إلى ألمانيا متجاوزا أوكرانيا. وأكدت ميركل أن الهدف من خط الغاز هو أن يكون مشروعًا إضافيًا، وليس بديلاً لأوكرانيا كممر لنقل الغاز الطبيعي .
وقالت ميركل “رؤيتنا كانت ولا تزال أن أوكرانيا ستبقى كدولة ممر للغاز الطبيعي”، وأن أي شيء خلاف ذلك سيتسبب في توتر كبير.
وأكدت أن ألمانيا “سترد بشكل فعال إذا لم تحترم روسيا حق أوكرانيا في أن تكون دولة ممر”.
وكان مشروع خط الغاز الذي بلغت تكلفته 11 مليار دولار مصدرا للتوترات بين الولايات المتحدة وألمانيا، حيث دفعت أمريكا بأنه يمثل مخاطر أمنية مع زيادة اعتماد أوروبا على روسيا.
كما رفض بعض شركاء حلف الأطلسي (ناتو) في شرق أوروبا هذا المشروع.
والتقت ميركل في وقت سابق بكامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي وقادة الأعمال في أمريكا كما حصلت على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة جونز هوبكنز.
وفي أعقاب حصولها على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، قالت ميركل في واشنطن يوم الخميس:” يجب أن نجعل الأمم المتحدة أكثر قدرة على التصرف، لأنها لا تزال تقدم أفضل الفرص لإيجاد إجابات عالمية على أسئلة عالمية”.
ووجهت ميركل الشكر إلى الولايات المتحدة على ” الإسهام العظيم” الذي قدمته في التحول الذي حدث عبر إعادة توحيد شطري ألمانيا لافتة إلى أنها ستظل ممتنة بشكل شخصي للولايات المتحدة لهذا الإسهام، وأكدت أن ” ألمانيا وأمريكا مرتبطتان ببعضهما البعض على أوثق نحو”.
وقامت المستشارة بأكثر من 20 زيارة لواشنطن خلال 16 عامًا في منصبها ، وأصبح بايدن هو رابع رئيس أمريكي يشغل البيت الابيض منذ توليها السلطة في عام 2005.
وعلى الرغم من العلاقات الوثيقة ، إلا أنه لا تزال هناك خلافات بين الولايات المتحدة وأكبر اقتصاد في أوروبا، وتحديدا في مجالات الإنفاق الدفاعي، والعلاقات مع الصين، وبراءات الاختراع المتعلقة بلقاحات كوفيد-19 وخط أنابيب نورد ستريم.
وطغي على زيارة ميركل الفيضانات في غربي ألمانيا وارتفاع عدد القتلى والمفقودين.