أكد رئيس مجلس إدارة شركة الاستثمارات الوطنية، حمد العميري، أن 2020 كان عاماً استثنائياً ليس فقط للكويت وإنما لكل دول العالم، مشيراً إلى أنه كان عاماً عصيباً حافلاً بالمعطيات والأحداث التي ألقت بثقلها على الاقتصاد العالمي والإقليمي والمحلي.
وقال خلال رئاسته للجمعية العمومية لـ«الاستثمارات الوطنية»، التي عقدت أمس إلكترونياً في مقر الشركة بمجمع الخليجية، بحضور 72.817 في المئة من المساهمين، «إن تداعيات جائحة فيروس كورونا التي تواجهها أسواق العالم أثبتت أن الكيانات القوية هي الأكثر قُدرة على الصمود في وجهها، وهذا ما أظهرته (الاستثمارات الوطنية) خلال العام الماضي بوضعها المالي القوي»، موضحاً أن الشركة حافظت على ثباتها وبذلت قصارى جهدها للحفاظ على إنجازاتها خلال تداعيات الجائحة في 2020، الأمر الذي يعكس نجاح الإستراتيجية التي اعتمدها مجلس الإدارة ويقوم فريق تنفيذي ذو خبرة بتطبيقها.
وأوضح العميري أن الشركة سجلت خسارة قيمتها 2.658 مليون دينار في 2020، فيما حققت أرباحاً من خلال قائمة الدخل بلغت 5.239 مليون دينار خلال الربع الرابع من العام، لافتاً إلى توصية مجلس الإدارة للجمعية العمومية بتوزيع أرباح نقدية تعتبر الأعلى خلال العشر سنوات الماضية بما يعادل 11 فلساً للسهم الواحد، ما يعكس المركز المالي المتين للشركة والوفرة النقدية التي دائماً ما تحتفظ بها الشركة لمواجهة تقلبات الأسواق واقتناص الفرص الاستثمارية.
كما سلط العميري الضوء على إجمالي حقوق المساهمين للشركة الأم والتي وصلت إلى 174.982 مليون دينار بعد توزيع أرباح نقدية على المساهمين عن العام 2019 بـ9 فلوس وبقيمة قاربت 7.2 مليون دينار، أما إجمالي الإيرادات فبلغت 8.995 مليون، فيما بلغ إجمالي المصروفات والمخصصات الاحترازية 11.233 مليون، أما إجمالي الأصول المدارة من الشركة ففاقت المليار دينار في نهاية 2020، رغم الركود الاقتصادي العالمي وانخفاض قيم الاستثمارات عالمياً.
وثمّن العميري ما يقدمه فريق عمل الشركة من جهد جهيد ودعمه المستمر لمسيرة «الاستثمارات الوطنية»، الأمر الذي ساعد في تحقيق ما تشهده اليوم من نجاحات وإنجازات خلال هذه الفترة العصيبة والجائحة التي أصابت كل القطاعات، مؤكداً في ذات الوقت على المضي قدماً نحو بذل الجهد للحفاظ على مكتسبات الشركة، آملاً في تحقيق المزيد من التقدم والتفوق في مقبل الأيام.
نجاح الإدارة
من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي في الشركة، فهد المخيزيم، إن ما تحقق من نتائج جيدة ومن استقرار مالي شهدته «الاستثمارات الوطنية» ما هو إلا نتيجة جهود يبذلها فريق كامل بكل شرائحه، وأن الشركة تعتمد دائماً على وضع التصورات والخطط المتعددة، لتظل على استعداد تام للتعامل مع أي متغيرات قد تشهدها أسواق المنطقة بما يضمن استقرار وتوازن أداء الشركة.
وأكد أن الأداء المتميز لصناديق الشركة الاستثمارية خلال 2020، يعكس مدى نجاح الإدارة التنفيذية في تبني إستراتيجيات فعالة ومستدامة قادرة على تطبيق أساليب عمل وممارسات تتسم بالدقة والإحكام، واقتناص الفرص الاستثمارية التي تنطوي على إمكانيات النمو، وتحقيق عوائد مالية مميزة، لافتاً إلى تفوقها على نظيراتها في السوق.
وبين أن قطاع «مينا» للاستثمارات المسعرة، استطاع أن يحافظ على ريادته من خلال الأداء المتميز في 2020، إذ حقق صندوق موارد للصناعة والخدمات النفطية الذي يستثمر في أسهم الشركات المحلية والعربية المتوافقة مع أحكام الشـريعة الإسلامية عائداً بـ3.93 في المئة، فيما سجل صندوق زاجل للخدمات والاتصالات الذي يستثمر في أسهم الشركات المحلية والعربية المتوافقة أيضاً مع الشريعة عائداً بـ10.10 في المئة، واستطاع صندوق المدى الاستثماري الذي يستثمر في أسهم الشركات في الأسواق المالية الخليجية المتوافقة مع أحكام الشريعة تحقيق عائد بـ4.52 في المئة.
إنجازات بارزة
وأفاد المخيزيم بأن الفريق الاستشاري في الشركة قدم أداءً رائداً في السوق، إذ استثمرت الإدارة بنجاح في 3 صناديق لرأس المال الاستثماري – Venture Capital (صندوق إقليمي واثنان دوليان)، وصندوق ائتماني يديره «Goldman Sachs & Co»، وصندوق آخر يستثمر في البنية التحتية، كما نفذت الإدارة أيضاً برنامج صناديق العقار المدرة للدخل «REITs» والذي حقق عائدًا بـ42.3 في المئة.
وأوضح أن المحفظة تتألف من 7 صناديق أميركية و4 أوروبية و3 بريطانية مختارة بعناية من القائمة الأصلية التي تضم أكثر من 350 سهماً من أسهم «REITs»، مبيناً أنه رغم ظروف السوق غير المتوقعة في 2020، نجحت الإدارة في التخارج من اثنين من استثمارات المحفظة القديمة من خلال معاملات مبادلة، كما قدم الفريق الاستشاري أداء رائداً في السوق، بما في ذلك العمل كمستشار بيع لملاك إحدى الشركات الغذائية الكبرى، وذلك بهدف بيع الشركة لأخرى رائدة في مجال الأغذية والمشروبات في دول مجلس التعاون الخليجي، والنجاح في إدراج أسهم شركة بورصة الكويت، ما جعلها من أفضل الإدراجات أداءً خلال السنوات الخمس الماضية، وأيضاً العمل كمستشار شراء لبورصة الكويت، وذلك بدعم استحواذها على حصة الأغلبية من أسهم الشركة الكويتية للمقاصة، والعمل كمدير الاستحواذ لعرض الاستحواذ الإلزامي لشركة الكويت والشرق الأوسط للاستثمار المالي.
كما قام الفريق الاستشاري بتقديم استشارات في شأن التقييم والإستراتيجية لشركتين رائدتين في مجال التكنولوجيا، وساهم بتقديم استشارات ما قبل الاكتتاب العام لمجموعة عائلية، كما أتم إعادة هيكلة لشركة خدمات استهلاكية.
واعتمدت عمومية «الاستثمارات الوطنية» توصية مجلس الإدارة بتوزيع أرباح نقدية بـ11 في المئة من رأس المال بواقع 11 فلساً للسهم الواحد ( بعد طرح أسهم الخزينة) عن 2020، وذلك للمساهمين المقيدين في سجلات الشركة وفقاً لمواعيد وقواعد الاستحقاقات المعمول بها، كما انتخبت مجلس إدارة للشركة لمدة 3 سنوات مقبلة عن الدورة الجديدة (2021- 2023).